مسؤوليات عدّة تقع على عاتق الأهل عند ولادة أطفالهم. ولا تنتهي المسألة في العناية الجسدية والانتباه له على قدر ما يتطلب الأمر منهم المتابعة الدقيقة لتصرفاتهم. ومع التقدم العلمي، بات كل تصرف يشخصُ حالة صحية معينة، تستدعي استشارة الاختصاصي والمتابعة معه. وفي مقدمة هذه التصرفات ما يرتبط بمهارات حياتية واجتماعية عبر التفاعل مع محيطه إضافة إلى مهارات نفسية ولغوية. وإنّ اكتساب هذه المهارات يأتي بعد تنمية أشكال التواصل غير اللغوي.
فما هي العوامل المؤثرة على هذا النوع من الأشكال؟ وهل من فئات أكثر تضرراً من غيرها؟
برأي الاختصاصية في العلاج الحسي الحركي في مركز Eunoia Clinics ، سابين حايك، أنّ أشكال التواصل غير اللغوي، يركز عليها في العامين الأولين قبل بدء الطفل بالكلام والاستقلالية والتعبير عما يدور في رأسه. ويعنى بهذا الشكل رد فعل على الاصوات وتفاعل معها. كذلك، التقليد في الحركات والأصوات والتواصل عبر العين أو ما يعرف بـ”EYE CONTACT”، والتركيز على الأشياء التي يراها، واستخدام الإصبع للدلالة على الغرض الذي يريده.
هذه المهارات تسبق الشكل اللغوي، وتشجع على استخدامها مع الحركات، التي تنمي بدورها القدرات اللغوية لديه شرط التفاعل معه.
ما العوامل التي تؤثر في تطور هذه المهارات؟
وفي حديث مع “النهار”، ذكرت حايك أنّ العوامل التي تؤثر في تطور المهارات غير اللغوية، تتمثل على الشكل التالي:
_ عدم التعرض لأشخاص تبقى على تواصل لفظي دائم معه.
_ عدم التعرض لأشياء حسية.
_ عدم إعطاء الطفل العاطفة من خلال الحنان والحب والخوف، ما يؤثر على تفاعله في مرحلة لاحقة.
إلى جانب ذلك، هناك مهارات تحفز تطور السلوك بطريقة مناسبة من خلال تشجيع الطفل على التمييز بين الممنوع والمسموح، وتفسير كل شيء يقوم به لفهم أسباب ذلك إضافة إلى تخصيص الاهل الوقت الكافي لتمضيته معه.
أما الخطأ الأكبر، فيتمثل بوضع الطفل أمام الشاشات لفترة طويلة. هذه النقطة في التحديد، تحدّ من تنمية المهارات غير اللغوية، لأنها تمنع من التفاعل معه، وخير مثال على ذلك: التصفيق والغناء وعدم تفاعل الطفل بسرعة أكبر معها. ويعود سبب ذلك إلى أنّه لا أحد ينتظر منه ردة فعل، أي عدم تشجيعه على التجاوب مع الحركة التي حصلت.
ومن الضروري، التأكد من سلامة المهارات عند الأطفال، ما يحفزه على اكتساب اللغة بطريقة أنسب وعليه التفاعل مع محيطه أفضل. وباختصار، إنّ المهارات غير اللغوية تساعد المهارات الاجتماعية.
وفيما يتعلق بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، أشارت حايك إلى أنّه تحديداً عند طيف التوحد، لا يستطيعون الإشارة بإصبعهم إلى الغرض الذي يريدونه. بمعنى أوضح، يفتقدون إلى المهارات الاجتماعية وغير اللغوية، وتختلف طريقتهم في الإشارة الى الأشياء التي يرغبون فيها، أي يمسكون بيد والدتهم لأخذها للمكان الذي يريدونه.
المصدر: النهار
© 2024